لماذا نحن جميعاً نحب رمضان

لماذا نحن جميعاً نحب رمضان

 



لماذا نحب رمضان اختصَّ الله -سبحانه وتعالى- شهر رمضان بميِّزاتٍ عديدةٍ تجعل له عند المسلمين مكانةً خاصَّةً في نفوسهموحبَّاً شديداً لهذا الشهر الفضيل، نورد بعض هذه الميِّزات فيما يأتي: شهر رمضان هو شهر الصِّيام وموسمٌ من مواسم الطَّاعات وأفضلها، فقد اختاره الله -تعالى- شهراً من بين كلِّ الشُّهور لتكون الطَّاعاتُ فيه مضاعفة وأجور الأعمال فيه أعظم من باقي الشُّهور.[١] شهر رمضان هو الشَّهر الذي أنزل الله -تعالى- فيه القرآن، حيث قال الله -عزَّ وجل-: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ)،[٢] وتحديداً في ليلة القدر منه، حيث قال -تعالى-: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ).[٣][١] شهر رمضان هو الشَّهر الذي اختاره الله -تعالى- لابتداء نزول الوحي.[١] يجاهد الصَّائم نفسه لحفظ لسانه في شهر رمضان؛ لحرصه على نيل عظيم الأجر والثَّواب، وعدم إضاعة هذا الوقت الثمين بما لا يرضي الله -تبارك وتعالى-.[١] شهر رمضان هو شهرٌ تتقوَّى فيه الرُّوحانيات وتتجدَّد فيه النِّيَّة، فهو فترةٌ تدريبيَّةٌ تَشحنُ المسلم لمواصلة الطَّاعات خلال السَّنة كاملةً، فعبادة الصَّوم هي لله -تعالى- وحده، وفيها ترويضٌ للجسد والرُّوح على عدم مخالفة أوامر الله -تعالى-، وقيام اللَّيل يقوِّي صلة الإنسان المسلم بربِّه، ويحسن صلاته.[٤] شهر رمضان هو سببٌ لتفتح أبواب الجنَّة للصَّائمين وذلك لكثرة الطَّاعات، فقد ثبت في صحيح البخاري أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أبْوَابُ الجَنَّةِ، وغُلِّقَتْ أبْوَابُ جَهَنَّمَ، وسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ).[٥][٦] شهر رمضان هو شهرٌ كتبه الله -تعالى- على جميع الأُمم، قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).[٧][٨] شهر رمضان هو سببٌ لمغفرة الذُنوب، وقد خسر من مرَّ عليه رمضان ولم يغتنم هذه الفرصة فخرج من رمضان وذنبه غير مغفور، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ورَغِمَ أنفُ رجلٍ دخلَ علَيهِ رمضانُ ثمَّ انسلخَ قبلَ أن يُغفَرَ لَهُ).[٩][٨] شهر رمضان سببٌ لزيادة الأعمال الحسنة، فالنوافل تُقرِّب العبد من الله -تعالى-، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ).[١٠][١١] شهر رمضان يحفِّز على إنهاء الخصومة والنِّزاع بين المسلمين، فقد كره الله -تعالى- ذلك، وقد جاء في صحيح البخاري أنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: (خَرَجْتُ لِأُخْبِرَكُمْ بلَيْلَةِ القَدْرِ، فَتَلَاحَى فُلَانٌ وفُلَانٌ، فَرُفِعَتْ وعَسَى أنْ يَكونَ خَيْرًا لَكُمْ، فَالْتَمِسُوهَا في التَّاسِعَةِ، والسَّابِعَةِ، والخَامِسَةِ)،[١٢] وقال كذلك: (تُفْتَحُ أبْوابُ الجَنَّةِ يَومَ الإثْنَيْنِ، ويَومَ الخَمِيسِ، فيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لا يُشْرِكُ باللَّهِ شيئًا، إلَّا رَجُلًا كانَتْ بيْنَهُ وبيْنَ أخِيهِ شَحْناءُ، فيُقالُ: أنْظِرُوا هَذَيْنِ حتَّى يَصْطَلِحا).[١٣][١١] شهر رمضان هو سببٌ لتجديد علاقة المسلم بالقرآن الكريم، قال الله -عزَّ وجل-: (إِنَّمَا المُؤمِنونَ الَّذينَ إِذا ذُكِرَ اللَّـهُ وَجِلَت قُلوبُهُم وَإِذا تُلِيَت عَلَيهِم آياتُهُ زادَتهُم إيمانًا).[١٤][١٥] شهر رمضان فرصةٌ للاستزادة من الأعمال الحسنة التي يغفل عنها الشَّخص؛ كالصَّدقة، والدُّعاء، والإحسان للجار، وصلة الرَّحم، والتَّطوُّع في الأعمال الخيريَّة، وغيرها ممَّا يرضي الله -تعالى- من الأعمال، قال -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّـهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ).[١٦][١٥] بلوغ شهر رمضان وصيامه نعمةٌ، ففيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهرٍ، وفيه مضاعفةُ الأُجور وغفران الذنوب لمن اجتهد، ومن لم يجتهد فهو محرومٌ.[١٧] صور محبَّة رمضان والابتهاج بقدومه هناك العديد ممن الصور التي تعبِّر عن محبة العبد لشهر رمضان والابتهاج بقدومه، نورد منها ما يأتي: تظهر صور محبَّة شهر رمضان بالتهنئة بقدوم شهر رمضان المبارك، وهي سنَّةٌ سنَّها النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- الذي كان يهنئ المسلمين بمجيء الشَّهر، وهي من صور محبَّة شهر رمضان، فهو شهرٌ تفتح به أبواب الجنَّة، وتغلق أبواب النَّار، وتضاعف فيه أجور الأعمال، وتصفَّد فيه الشَّياطين، وفيه ليلة القدر، وقد صحَّ أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم كان يقول: (أتاكم شهرُ رمضانَ، شهرٌ مبارَكٌ، فرض اللهُ عليكم صيامَه، تفتحُ فيه أبوابُ الجنَّةِ، و تُغلَق فيه أبوابُ الجحيم، وتُغَلُّ فيه مَرَدَةُ الشياطينِ، وفيه ليلةٌ هي خيرٌ من ألف شهرٍ، من حُرِمَ خيرَها فقد حُرِمَ).[١٨][١٩] تظهر صور محبَّة شهر رمضان بتكرار الدُّعاء لبلوغ شهر رمضان، فقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعلِّمنا أن ندعوا الله -تعالى- أن يبلِّغنا شهر رمضان، وقد كان يدعوا البعض فيقول: "اللهمَّ قد أظلنَّا شهر رمضان وحضر، فسلِّمه لنا وسلِّمنا له، وارزقنا صيامه وقيامه، وارزقنا فيه الجِّد والاجتهاد، والقوَّة والنَّشاط، وأعذنا فيه من الفِتَن".[١٩] تظهر محبَّة شهر رمضان في جهاد النَّاس لأنفسهم في ضبط اللِّسان، وضبط النَّفس عن الشَّهوات، وعقد النِّيَّة والعزيمة على التَّحسين من النَّفس والرُّجوع إلى الله -تعالى- ابتداءً من هذا الشَّهر المبارك.[١٩] تظهر محبَّة شهر رمضان في اتِّباع النَّاس سنَّة النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- الذي كره للنَّاس أن يصوموا الأيام التي تسبق شهر رمضان المبارك لمن ليس معتادا على الصَّوم؛ لأنَّ ذلك من الغلوِّ في الدِّين، قال رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم-: (لَا يَتَقَدَّمَنَّ أحَدُكُمْ رَمَضَانَ بصَوْمِ يَومٍ أوْ يَومَيْنِ، إلَّا أنْ يَكونَ رَجُلٌ كانَ يَصُومُ صَوْمَهُ، فَلْيَصُمْ ذلكَ اليَومَ)،[٢٠] ومن صور اتِّباع السُّنَة كذلك تأخير السُّحور في رمضان، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (تَسَحَّرُوا فإنَّ في السَّحُورِ بَرَكَةً)،[٢١] وحثنا حبيبنا النَّبيُّ الكريم -عليه الصلاة والسلام- كذلك على التعجيل في الفطور، حيث قال: (لا يَزَالُ النَّاسُ بخَيْرٍ ما عَجَّلُوا الفِطْرَ).[٢٢][٢٣] يفرح ويستبشر النَّاس في قدوم شهر رمضان المبارك، قال الله -عزَّ وجل-: (قُل بِفَضلِ اللَّـهِ وَبِرَحمَتِهِ فَبِذلِكَ فَليَفرَحوا هُوَ خَيرٌ مِمّا يَجمَعونَ).[٢٤][٢٥] يفرح المسلم لقدوم شهر رمضان؛ لأنَّه فرصةٌ تقرُّبه من الله -تعالى-، وقد قال الله -تعالى- في الحديث القدسي، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا تَقَرَّبَ العَبْدُ مِنِّي شِبْرًا تَقَرَّبْتُ منه ذِراعًا، وإذا تَقَرَّبَ مِنِّي ذِراعًا تَقَرَّبْتُ منه باعًا).[٢٦][٢٧] من أسباب فرح المسلم بقدوم شهر رمضان أنَّه قد غاب أحد عشر شهراً ثمَّ أتى ليجدِّد الرَّوحانيَّات والنَّوايا ويعيد النَّاس إلى ربِّهم.[٢٧] يفرح المسلم بشهر رمضان المبارك؛ لأنَّه من شعائر الله -عزَّ وجل- التي لابدَ من تعظيمها، قال -تعالى-: (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّـهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ)،[٢٨][٢٧] والفرح بقدوم شهر رمضان المبارك هي علامة على الإيمان القوي والسلامة القلب.[٢٧] الاستعداد لشهر رمضان هناك الكثير من الأمور التي يقوم بها المسلم استعدادا لقدوم شهر رمضان، منها ما يأتي:[٢٩] التَّوبة لله -تعالى- والعزم على ترك المعاصي وكلُّ ما يغضب الله -تعالى- هي من طرق الاستعداد لبدء شهر رمضان المبارك، قال الله -تعالى-: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّـهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).[٣٠] قيام اللَّيل هي من العبادات التي تقرِّب المسلم من ربِّه، وهي عبادةٌ محبَّبةٌ لله -تعالى- وطريقةٌ للاستعداد لشهر رمضان، قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا).[٣١] استغلال الوقت في المواصلات وخلال طبخ الطَّعام وغيرها من الأوقات لذكر الله -تعالى- والاعتياد على ذلك هي طريقة للاستعداد لشهر رمضان. ضبط ساعات النَّوم حتى لا ينام الشَّخص أكثر من حاجته؛ ليملأ باقي وقته في الطَّاعات، وهي من طرق الاستعداد لرمضان. ضبط اللِّسان عن الغيبة والنميمة والفُحش من الكلام هي كذلك من طرق الاستعداد لرمضان، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للصحابي معاذ بن جبل -رضي الله عنه-: (وَهَل يَكُبُّ النَّاسَ في النَّارِ على وجوهِهِم أو على مَناخرِهِم إلَّا حَصائدُ ألسنتِهِم).[٣٢] ضبط استعمال الهواتف الحديثة، وذلك لما فيها الكثير من الملهيات التي تضيِّع الوقت وتهدره، وتهدر المال، فمن الاستعداد لشهر رمضان ضبط وقت استعماله وعدم التَّعلُّق فيه، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ اللَّهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلَاثًا: قيلَ وَقالَ، وإضَاعَةَ المَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ).[٣٣] ضبط النَّفس عن مشاهدة الملهيات التي لا تعود على الإنسان بأيِّ فائدةٍ؛ كمشاهدة المسلسلات، والانشغال بالأعمال الحسنة التي تدرُّ على الإنسان الحسنات والخير استعداداً لرمضان. ضبط النَّفس في التَّعامل مع النَّاس واجتناب النفاق معهم والتَّعامل بالحسنى، فقد جاء في الحديث المرفوع الذي يُستأنس به وإن كان مرسلاً: (مِن حُسْنِ إسلامِ المرءِ تَرْكُه ما لا يَعْنِيه).[٣٤] ضبط النَّفس عن المزاح والكلام الفاحش والكلام الذي لا معنى له ولا هدف، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ليسَ المؤمنُ بالطَّعَّانِ ولا اللَّعَّانِ ولا الفاحشِ ولا البَذيءِ).[٣٥] وذلك حتى يستقبل رمضان وهو على جاهزيَّةٍ لاستغلال كلِّ وقته بما يرضي الله -تعالى-. ضبط المعارف والعلاقات، فلا داعي لإضاعة الوقت في المحادثات الكثيرة التي لا طائل منها، فالإنسان محاسب على كل كلمة ينطق بها، فالأولى أن يملأ صحيفته بما يرضي الله من كلام، وهذه من طرق الاستعداد لشهر رمضان. ضبط النفس استعداداً لشهر رمضان عن الكلام الذي لا بد أن يؤدي للكذب، فالمؤمن ليس بالكذاب، ولا بد من تجنب هذا. ضبط النفس استعداداً لشهر رمضان بترك العلاقات المحرَّمة والتَّوبة منها والعزم على عدم العودة لها. استعداداً لرمضان لا بدَّ أن يضع الإنسان فكرة عدم التَّعلُّق إلَّا بالله، وأن يمرِّن نفسه عليها حتى يطبقها، فلا باقي إلَّا الله -تعالى-، وكلُّ شيءٍ فانٍ غيره، ولا نافع إلَّا هو، قال الله -عزَّ وجل-: (وَاتَّخَذوا مِن دونِ اللَّـهِ آلِهَةً لِيَكونوا لَهُم عِزًّا* كَلّا سَيَكفُرونَ بِعِبادَتِهِم وَيَكونونَ عَلَيهِم ضِدًّا).[٣٦] الانتهاء عن طول الأمل والتَّسويف قبل رمضان، فلا يعرف الإنسان متى يموت، ولا يعرف إن كانت عباداته مقبولةً عند الله -تعالى- أم لا، أم هل ذنبه مغفورٌ عند الله -تعالى- أم لا، قال الحسن البصري -رحمه الله-: "ليس الإيمان بالتَّمني ولا بالتَّحلي، ولكن ما وقر في القلب وصدَّقه العمل، وإنَّ قومًا غرتهم أماني المغفرة حتى خرجوا من الدُّنيا ولا حسنة لهم، قالوا نحسِنُ الظن بالله وكذبوا؛ لو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل". الانتهاء عن التَّكبُّر والغرور قبل رمضان، فهذه أسوأ ما قد يتَّصف به المرء من صفات، فالتَّكبر صفةٌ تليق بالله -تعالى- وحده دون غيره. الاجتهاد وعدم الانصياع لكسل النَّفس، فالنَّفس بطبيعتها تحبُّ الرَّاحة، والمسلم لا بدَّ أن يكون نشيطاً خاصَّةً في طاعة الله -عزَّ وجل- وعمل الخير، كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدعو فيقول: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ).[٣٧] المسلم يبقي يقينه وظنَّه بالله -تعالى- في أعلى مستوياته، فيتيقَّن من إجابة الله لدعائه، ومن تأييد الله -تعالى- له وحبِّه له، فيستمر ويستزيد ولا يضعف لديه هذا الشعور حتى لا يكسل قبل رمضان. الصوم في شعبان، فقد كان النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يستعدُّ لرمضان بطرقٍ عدَّةٍ، منها أنَّه كان يصوم كثيراً في شهر شعبان حتى يعتاد على ذلك، فقد صحَّ عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنَّها قالت: (لَمْ يَكُنِ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَصُومُ شَهْرًا أكْثَرَ مِن شَعْبَانَ).[٣٨][٣٩] من الاستعداد لقدوم شهر رمضان قضاء كلِّ ما فات على الإنسان من صيامٍ؛ كقضاء النِّساء الأيام التي حِضنَ بها، فعن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنَّها قالت: (كانَ يَكونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِن رَمَضَانَ، فَما أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَهُ إلَّا في شَعْبَانَ).[٤٠][٣٩] الدُّعاء لله -تعالى- والتَّضرُّع له حتى يقبله الله -تعالى- منا، حيث كان السَّلَف -رضي الله عنهم- يدعون الله -تعالى- ستة أشهرٍ أن يبلغهم رمضان، ثمَّ يدعونه ستة أشهرٍ أن يتقبَّل منهم، وقد كان يدعو بدعائهم يحيى بن أبى كثير -رحمه الله- فيقول: "كان من دعائهم: اللهم سلمني إلى رمضان، وسلم لي رمضان، وتسلمه منى متقبلاً".[٣٩] الاطّلاع على شروط الصيام؛ فشهر رمضان لا يجوز فيه الإخلال بأحد شروطه، فقد وضع الله -تعالى- عقوبات صارمةً للمفطرين في رمضان، فمن جامع زوجته في نهار رمضان فعليه عتق رقبةٍ، فإن لم يجد فعليه صيام شهرين متتاليين، فإن لم يستطع فعليه إطعام ستين مسكيناً.[٤١]


 

 أجمل ما في رمضان  المبارك

أجمل ما في رمضان المبارك

  


أجمل ما في رمضان جعل الله -عزّ وجلّ- شهر رمضان من الأوقات المباركة العظيمة، وذلك لما جعل فيه من الفضائل التي لم يجعلها في غيره من الأشهر، فقد روى أبو هريرة -رضيَ الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: (أتاكُم رَمضانُ شَهرٌ مبارَك، فرَضَ اللَّهُ عزَّ وجَلَّ عليكُم صيامَه، تُفَتَّحُ فيهِ أبوابُ السَّماءِ، وتغَلَّقُ فيهِ أبوابُ الجحيمِ، وتُغَلُّ فيهِ مَرَدَةُ الشَّياطينِ، للَّهِ فيهِ ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شَهرٍ، مَن حُرِمَ خيرَها فقد حُرِمَ).[١][٢] وأخبر رسول الله أنّ الله قد جعل رمضان بصيامه وقيامه سبباً لمغفرة الذنوب، فقد روى أبو هريرة -رضيَ الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلمّ- أنّه قال: (مَن صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).[٣][٢] صلة الرحم وتزاور إلى الأهل يحرص المسلم على زياره رحمه وصلتهم، ولا يمتنع بحجة عدم زيارتهم له أو وجود عداوة قديمة بينه وبينهم، بل يزورهم ويطمئن عليهم، لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (ما من ذنبٍ أجدرُ أن يُعجِّلَ اللهُ تعالى لصاحبِه العقوبةَ في الدنيا، مع ما يَدِّخِرُه له في الآخرةِ من قطيعةِ الرَّحِمِ، والخيانةِ، والكذبِ، وإنَّ أَعجلَ الطاعةِ ثوابًا لصلَةُ الرَّحِمِ، حتى إنَّ أهلَ البيتِ ليكونوا فجَرةً، فتنمو أموالُهم، ويكثُرُ عددُهم، إذا تواصَلوا).[٤][٥] وكان رجل قد أتى إلى رسول الله يشكو إليه أقاربه الذين يزورهم ولا يزورونه، فقال له رسول الله: (لَئِنْ كنتَ كما قُلْتَ، فكأنَّما تُسِفُّهُمُ الْمَلَّ، ولا يزالُ معكَ منَ اللهِ ظهيرٌ عليهم، ما دمتَ على ذَلِكَ).[٦][٥] صلاة التراويح ميّز الله شهر رمضان بما جعل فيه من صلاة التراويح، هذه الصلاة التي يؤديها المسلمون ببهجة وفرح، فضلاً عمّا فيها من مغفرة ما تقدم من ذنوب مؤديها، كما تتضمّن صلاة التراويح عبادتَيّ الصلاة والقرآن، فيستحق بذلك الدخول ضمن عباد الله الصدّيقين والشهداء.[٧] ثمّ من أدّى صلاة التراويح فقد كتبه الله من عباده القانتين، ونال أجر قيام ليلة، لما روى أبو ذر الغفاري -رضيَ الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (إنَّ الرَّجلَ إذا صلَّى معَ الإمامِ حتَّى ينصرفَ حسبَ لَه قيامُ ليلةٍ).[٨][٧] قيام ليلة القدر في المساجد تفضّل الله -سبحانه وتعالى- على عبادة بليلة القدر، ثمّ من رحمته بهم أن جعل العبادة فيها خير من العبادة في ألف شهر في غيرها، وقد ورد فيها عن أبي هريرة -رضيَ الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (أتاكُم رَمضانُ شَهرٌ مبارَك، فرَضَ اللَّهُ عزَّ وجَلَّ عليكُم صيامَه، تُفَتَّحُ فيهِ أبوابُ السَّماءِ، وتغَلَّقُ فيهِ أبوابُ الجحيمِ، وتُغَلُّ فيهِ مَرَدَةُ الشَّياطينِ، للَّهِ فيهِ ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شَهرٍ، مَن حُرِمَ خيرَها فقد حُرِمَ).[٩][١٠] الإكثار من تلاوة القرآن يُسمّى شهر رمضان بشهر القرآن، وقد كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يحرص على مدراسة القرآن الكريم فيه، ذلك القرآن الذي جعله الله هدىً، ونور، وشفاء، فقال فيه: (يا أَيُّهَا النّاسُ قَد جاءَتكُم مَوعِظَةٌ مِن رَبِّكُم وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدورِ وَهُدًى وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنينَ).[١١][١٢] وكلّما زاد المسلم من قراءته للقرآن وفهمه والعمل به، توثّقت صلته به ثمّ بالله -تعالى-، لما رواه أبو شريح العدوي -رضيَ الله عنه- فقال: (خرَج علينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: أبشِروا وأبشِروا أليس تشهَدونَ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنِّي رسولُ اللهِ؟ قالوا: نَعم، قال: فإنَّ هذا القرآنَ سبَبٌ طرَفُه بيدِ اللهِ وطرَفُه بأيديكم فتمسَّكوا به فإنَّكم لنْ تضِلُّوا ولن تهلِكوا بعدَه أبدًا).[١٣][١٢]



كيف تحافظ على صحتك في شهر  رمضان

كيف تحافظ على صحتك في شهر رمضان

 


 كيفية الحفاظ على الصحة في رمضان يتعرّض البعض خلال شهر رمضان المبارك لبعض المشاكل الصحّية خصوصاً في الجهاز الهضمي؛ نظراً للطريقة الخاطئة المتبّعة في الإفطار، حيث يفرطون في تناول الطعام بعدطول صيام، ومن الجدير بالذكر أنّ هناك العديد من الطرق والنصائح للحفاظ على الصحّة خلال شهر رمضان، سنعرضها في هذا المقال. احرص على تناول وجبة السحور؛ فهي تعدّ أول وجبة في اليوم؛ وتجاهلها من شأنه تبطيء معدّل التمثيل الغذائي المعروف بالأيض؛ الأمر الذي يتسبب في الإفراط في تناول الطعام عند الإفطار. مارس بعض التمرينات الرياضية الخفيفة كالمشي بعد وجبتيّ الإفطار والسحور، وذلك للحفاظ على نشاط عملية التمثيل الغذائي، والحفاظ على صحّة الجهاز المناعي تبعاً لذلك. قلل قدر الإمكان من تناول المقالي، والحلويات والوجبات ذات المحتوى العالي من الدهون سواءً على الإفطار أو السحور، وبإمكانك استبدال هذه الأطعمة باللحوم منزوعة الدهون، والفاكهة والخضروات. تناول الأطعمة ذات المحتوى المرتفع من السعرات الحرارية مرّة واحدة أسبوعياً. تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات المعقدة، مثل: الحبوب، والبذور، كالشعير، والشوفان، والدقيق الكامل، والفول، وكذلك الأطعمة الغنية بالألياف الغذائية، مثل: الخضروات والفواكه. خذ قيلولة قصيرة بعد الظهيرة؛ فهي تزيد من طاقة الجسم ونشاطه. تناول كميات كافية من الماء، والسوائل وعصائر الفواكه؛ وذلك حفاظاً على رطوبة الجسم، ووقايته من الإصابة بالجفاف أو الإمساك. تجنّب الإفراط في تناول الطعام على وجبتيّ الإفطار والسحور؛ لأنّ الجسم لن يكون بمقدوره هضم كميات كبيرة من الطعام؛ وبالتالي ستزيد مشاكل الجهاز الهضمي. المشاكل الصحّية والصيام الصداع: يُنصح المصاب به بتناول الأكل المتوازن، وعدم تجاهل وجبة السحور، وتناول كميات كافية من السوائل وعدم التعرّض لأشعة الشمس قدر الإمكان. السكّري: يُنصح المصاب به بزيارة الطبيب قبل حلول شهر رمضان، وذلك للتأكّد من قدرته على الصيام، وليرشده إلى الطريقة الصحيحة للتعامل مع الأدوية الموصوفة للعلاج، كما يجب اعتماد قياس السكر الذاتي منزلياً، إذا تعرّض مريض السكري للدوخة أو التعرّق وجب قياس السكر لديه، ومن ثمّ تقديم السكر والماء له أو العصير المحتوي على السكر. أمراض الكلى والضغط والربو: يُنصح المصاب بها بزيارة الطبيب للتأكد من قدرته على الصيام؛ نظراً لحاجته لتناول الدواء بشكل منتظم. كما يُنصح بتخفيف الأطعمة الدسمة والمقالي. الإمساك: يُنصح المصاب به بتناول السوائل والأطعم الصحّية بشكلٍ كافٍ، والإكثار من تناول الخضراوات والفواكه الغنية بالألياف؛ والتي تساعد بدورها في الوقاية من الإمساك.



دعاء دخول شهر رمضان المبارك

دعاء دخول شهر رمضان المبارك

 


 دعاء دخول شهر رمضان المبارك لا يوجد أحاديث ثابتة حول وجود أدعية لدخول شهر رمضان، ولكن روي بسند ضعيف حديث لاستقبال شهر رمضان المبارك، وهو: (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعلِّمُنا هؤلاء الكَلماتِ، إذا جاء رمضانُ، يقولُ: اللَّهمَّ سلِّمْني لرمضانَ، وسَلِّمْ رمَضانَ لي، وتَسلَّمْه منِّي مُتقبَّلًا).[١][٢] والمسلم يستطيع أن يدعو الله -تعالى- بما شاء في الأمور المشروعة، ونذكر فيما يأتي أدعية عامّة حول دخول شهر رمضان المبارك: اللّهم بلغّنا رمضان، وأعنّا فيه على الصيام والقيام وفعل الخيرات واجتناب المُحرّمات. اللّهم أهلّه علينا في أتمّ الصحة والعافية والسعادة والرّضا نحن وجميع أهلينا وجميع المسلمين. اللّهم بلغّنا رمضان، وارزقنا فيه تلاوة القرآن العظيم وتدبّره، وأعنّا على فهمه وتطبيقه. اللّهم بلغنا إياه بلوغًا يُغيّر حالنا إلى الأفضل، ويُطهّر أنفسنا من الداخل. اللّهم بلغنا إياه، واجعلنا ممن صامه وقامه إيماناً واحتساباً. اللّهم اجعله شهر عزِّ للإسلام والمسلمين. اللّهم اجعله شهرًا تستقيم فيه حياتنا، وتنصلح فيه أمورنا، وترزقنا فيه كل خير في الدنيا والآخرة. اللّهم اجعله شهرًا يعمّ فيه الفرح والأمن والأمان وصلاح الحال على أمة سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-. دعاء عند رؤية الهلال لدخول شهر رمضان ورد حديث ضعيف عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بالنسبة لدعاء يقوله المسلم عند رؤية الهلال، وهو: (اللَّهُ أَكبرُ اللَّهُمَّ أَهلَّهُ علينا بالأمنِ والإيمانِ، والسَّلامةِ والإسلامِ، والتَّوفيقِ لما يحبُّ ربُّنا ويرضى، ربُّنا وربُّكَ اللَّهُ).[٣][٤] دعاء المغفرة عند دخول شهر رمضان لا يوجد دعاء محدد في السنّة النبوية لدعاء المغفرة عند دخول شهر رمضان، ويمكن للإنسان أن يدعو الله -تعالى- بما شاء، ومن الأدعية العامّة ما يأتي:[٥] ربِّ اغفر لي ولوالدي، واجعلنا من عتقاء شهرك الفضيل، وأنعم علينا بالهداية والرحمة والمغفرة في هذا الشهر المبارك. اللّهم اغفر لي ذنبي كله، ونقّني من الذنوب والخطايا كما يُنقّى الثوب الأبيض من الدّنس، واجعلني يا رب من المغفور لهم، والفائزين في هذا الشهر الفضيل. اللّهم إنك عفوٌ تحبُّ العفو فاعف عني وعن والداي وجميع من أحببت وجميع المسلمين والمسلمات في هذا الشهر العظيم يا رب العالمين.[٦] اللّهم إنّي أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي ذنبي، وتتوب عليّ في هذا الشهر الفضيل، إنّك أنت التواب الغفور.[٦] اللّهم إنّك تعلم ما نُخفي وما نُعلن، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني في هذا الشهر المبارك.[٦] دعاء الثبات على الطاعة عند دخول شهر رمضان من الأدعية العامّة حول الثبات على الطاعة عند دخول شهر رمضان ما يأتي:[٧] اللّهم يا مقلب القلوب ثبّت قلبي على الصيام والقيام وفعل الخيرات واجتناب المنكرات، وارزقني يا الله توبةً نصوحة في هذا الشهر الفضيل، وثبّت قلبي عليها. اللّهم إنّي أسألك الثبات في الأمر، وأسألك يا رب أن ترزقني حُسن العبادة في هذا الشهر الفضيل، وأن تهديني إلى أحسن الأخلاق، وترزقني الثبات عليها. اللّهم ارزقنا حُسن الصيام، وارزقنا حُسن القيام، وقرّبني فيه إلى مرضاتك، وارزقني الثبات عليها في هذا الشهر المبارك، وفي كل يوم يا رب العالمين. اللّهم أعني، اللّهم أعني، اللّهم أعني على طاعتك في هذا الشهر الفضيل، وأعطي قلبي وبدني القوّة والعزيمة. اللّهم قوةً من عندك، وصبراً على طاعتك وعبادتك حتى نفوز بالجنة وتنجينا من النار في هذا الشهر الفضيل. دعاء الفوز بالمغفرة والعتق عند دخول شهر رمضان من الأدعية العامّة حول الفوز بالمغفرة والعتق عند دخول شهر رمضان ما يأتي:[٨] اللّهم اجعلنا في هذا الشهر الفضيل من المغفورين ومن الفائزين، وأنعم علينا بالهداية والرحمة والمغفرة. اللّهم اجعلنا وجميع المسلمين والمسلمات في شهرك المبارك من عتقائك من النار، ومن الفائزين بالجنة. اللّهم اجعلنا من المستغفرين، واجعلنا من المسبحين، واجعلنا من الحامدين والشاكرين، وأعتق رقابنا من النار. اللّهم أعتق رقابنا ورقاب آبائنا ورقاب أمهاتنا ورقاب إخواننا وأخواتنا من النار.[٩] اللّهم اهدنا إلى أسباب الفوز بمغفرتك، ووفقنا إلى العمل فيها، وارزقنا بها جنتك.[٩] اللّهم لا تُخرجنا من هذا الشهر الفضيل إلا وقد غفرت لنا جميع ذنوبنا، ما علمنا منها وما لم نعلم، وصغيرها وكبيرها، واجعلنا ممن عتقتهم من النار، نحن وأهلينا وجميع المسلمين والمسلمات.[٩]



كيف يمكن تجنب العطش في رمضان

كيف يمكن تجنب العطش في رمضان

 


 العطش في رمضان يزيد الشعور في شهر رمضان بالعطش، خاصّة إذا أتى في فصل الصيف، حيث ترتفع درجات الحرارة، و تمتد عدد ساعات الصيام إلى ما يقارب ست عشرة ساعة، ومع خروج الصائمين إلى أعمالهم وتعرّضهم للحر يبدأ الشعور بالعطش، والتعب، والإرهاق، إذ يستهلك الجسم السوائل، وفي هذا المقال سنستعرض نصائح مهمّة تقلّل شعور الصائمين بالعطش. نصائح لتجنب العطش في رمضان اختيار الأطعمة والمشروبات تقليل تناول الأطعمة المالحة والمخلّلات، والبهارات الحارّة، إذ تمتصّ البهارات ماء الجسم وتستنفذه، وتزيد الإحساس بالعطش لوجود عنصر الصوديوم فيها. تجنّب تناول الحلويات بكثرة خاصّة في فترة السحور، فهي تزيد الشعور بالعطش. شرب الأعشاب، أوالشاي الأخضر، أو عصير الليمون. تناول البطيخ، إذ إنه يحتوي على نسبة عالية من الماء فيرطّب الجسم، ويمنحه كمية مناسبة من الماء. الابتعاد عن المنبّهات، مثل: الشاي، والقهوة، والنسكافية خاصّة في فتره السحور، وذلك لأنّها تفقد الجسم الكثير من السوائل. تناول الأطعمة الغنيّة بالبوتاسيوم، كالموز والتمر. تناول طبق من السلطة مع الحرص على إضافة الطماطم، لأنّها تمنح ترطيباً للجسم، وتمدّ الجسم بالطاقة. تناول اللبن فهو يعطي طاقة للجسم. بدء الإفطار بثلاث حبات من التمر يتبعها كأس من الماء أو الحليب، ثمّ الانتظار عشر دقائق قبل تناول وجبة الإفطار. تناول الخضار والفواكه على السحور، لأنها تحتوي على نسبة عالي من الألياف حيث تساعد الجسم على الاحتفاظ بالماء. تجنب تناول الطعام المشويّ أو المقليّ. الابتعاد عن الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على الكربون كالمشروبات الغازية، حيث إنّها تسبّب الانتفاخ والغازات، وتمنع الجسم من أن يستفيد من السوائل. لا ينصح بشرب كميّات كبيرة من الماء في فترة السحور، حيث إنّ الجسم لا يستفيد من الماء الزائد. يفضّل شرب الماء بعد الفطور بساعتين، أو شرب الماء على فترات متقطّعة طوال الفترة ما بين الفطور والسحور، وعدم الشرب في فترة واحدة، ولا يمكن الاستغناء عن الماء، ويمكن إضافة شرائح الليمون إليه أو النعناع الطازج. تناول الشوربات على الإفطار ويفضّل تناولها قبل وجبة الإفطار الرئيسية وبعد التمر والماء. تناول البقوليات خلال فترة السحور لأنها تحتوي على الألياف والكربوهيدرات. عادات يومية لتجنب العطش في رمضان الجلوس في الأماكن الباردة والمكيّفة، لأنّها تبقي الجسم رطباً، وحجب شمس النهار عن الدخول للبيت بإسدال الستائر وذلك للمحافظة على برودة البيت. الراحة وعدم بذل مجهود كبير، وأخذ قسط مناسب من النوم. تأخير السحور إلى موعده، وعدم التبكير به. تجنب التمارين الرياضيّة التي تستهلك طاقة الجسم، وتشعره بالإرهاق، والتعب، والعطش. الاستحمام بالماء البارد، إذ يعطي شعوراً بالانتعاش. ارتداء ملابس واسعة، وقطنية لونها فاتح.



كل ما يخص شهر رمضان المبارك

كل ما يخص شهر رمضان المبارك

 


 ما هو شهر رمضان يُطلق اسم الشهر؛ على الوقت الذي يطلع فيه الهلال إلى وقتٍ يعود إلى مثل الوقت الذي طلع فيه، وتُعرّف كلمة رمضان لغةً أنّها من الرمضاء؛ وهو الرمل الحارّ المُحترق، وشهر رمضان اصطلاحاً؛ هو الشهر الواقع بين شعبان وشوال، وفيه أنزل الله القرآن الكريم على رسول الله. وقد كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- حينها يتعبّد في غار حراء، وأنزل الله عليه القرآن الكريم، وقد ذكر ابن عباس أنّ الله -تعالى- أنزل القرآن كاملاً من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا في ليلة القدر من شهر رمضان، ثمّ أنزله مفرّقاً على رسول الله في مدة بلغت ثلاثةٌ وعشرون عاماً بواسطة جبريل -عليه السّلام-.[١] فضل شهر رمضان فضّل الله شهر رمضان على غيره من الشهور، فقد روى أبو هريرة -رضي الله عنه- فقال: (إذا جاءَ رَمَضانُ فُتِّحَتْ أبْوابُ الجَنَّةِ، وغُلِّقَتْ أبْوابُ النَّارِ، وصُفِّدَتِ الشَّياطِينُ)،[٢] فمن رحمة الله بعباده وفضله عليهم أنّ أبواب الجنّة تُفتح فيه وتُغلّق أبواب النيران؛ وذلك لاستقبال عباد الله الذين أطاعوه واستجابوا لأمره بالصيام والقيام وذكر الله وقراءة القرآن، كما تُغلّق أبواب النيران فلا يبقى منها شيئاً مفتوحاً.[٣] حكم صيام شهر رمضان  فرض الله على عباده صيام شهر رمضان، فهو الركن الثاني من أركان الإسلام، وقد ثبتت فرضيّته في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وإجماع المسلمون على وجوب صيامه.[٤] قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ*أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ*شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ).[٤] عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- عن رسول الله أنّه قال: (بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ).[٥] والصوم في اللغة؛ هو الإمساك والمنع عن الشيء، وفي الاصطلاح الشرعي؛ هو الامتناع عن المُفطِّرات من طلوع الشمس إلى غروبها مع انعقاد القلب على ذلك، من قبل المسلم العاقل غير الحائض أو النّفساء.[٦] فوائد صيام شهر رمضان يعود الصيام على صاحبه بالفائدة سواء من الناحية الروحيّة أم الماديّة، ومن هذه الفوائد:[٧] عبادة لله -تعالى- ثوابها ممتدٌ واسع لا حدّ له، فبه يرضى الله -تعالى- عن عباده، ويتفضّل عليهم من كرمه، ويرضى عنهم، كما أعدّ للصائمين باباً للجنة اسمه الريان يدخلهم منه، وجعله الله كفارة لصاحبه من رمضان إلى رمضان، وبه يتحقق التقوى الذي يدفع صاحبه إلى فعل ما أمره الله به واجتناب ما نهى عنه. الصيام يُربّي المسلم على أخلاق النفس، فإنّ المسلم يتدرّب بالصيام على كبح جماح النفس، ومنعها من شهواتها، والاستجابة لوساوس الشيطان، وأهم ما يتربّى عليه المسلم بالصيام الصبر من خلال الامتناع عن الطعام والشراب وشهوات النفس. تعليم النفس وتدريبها على خٌلق الأمانة، واستشعار مراقبة الله للعبد في السر والعلن، فالرقيب وحده على صيام العبد هو الله -جل جلاله-. تعليم النظام والانضباط من خلال قيام المسلم بالأكل في أوقات مُحددة، والامتناع عنه في أوقات أُخرى، كما يشعر المسلم بالاتحاد مع جميع المسلمين في أرجاء الأرض قاطبة. إحساس المسلمون بالتعاون فيما بين بعضهم البعض، حينما يعلمون أنّ كلّ المسلمون قد امتنعوا عن الطعام والشراب معاً، وتنمية عاطفة الرحمة والرأفة تجاه الفقراء، ممّا يعمل على تقوية المودة بين أفراد المجتمع. تجديد خلايا الجسد، والتخلُّص من الخلايا الميتة، والعمل على تنظيم أجهزة الجسم المختلفة، كالجهاز الهضمي، والعمل على التخلص من فضلات الجسم التي لا يحتاجها الجسد من الأطعمة والأشربة. وقاية النفس من الآثام التي قد ترتكبها، فقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فإنَّه أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ، فإنَّه له وِجَاءٌ).[٨] وفيه تهدأ النفس الأمارة بالسوء التي تجرّ صاحبها إلى معصية العين واللسان واليد والفرج، وغيرها من الجوارح، فالعلاقة بين جوع النفس وجوع الأعضاء عكسية، كلّما جاعت النفس شبعت جميع أعضاء البدن.


معلومات عامة عن رمضان

معلومات عامة عن رمضان

 


التّعريف بشهر رمضان يُعدُّ شهرُ رمضان الشهر التاسع في ترتيب الأشهُر الهجريّة القمريّة، ولِقُدسيّة هذا الشهر ومكانتهِ عند المُسلمين فقد تعدّدت أسماؤهُ عندهم؛ فهو شهر الصّيام، وشهر الصبر، وشهر العتق من النار، وشهر القيام، وشهر الدُعاء، وشهر الخير، وشهر الإحسان، وشهر المغفرة والرحمة،[١] كما يُسمّى أيضاً بسيّد الشُهور،[٢] وسُمّي رمضان بشهر الصبر؛ لأنّ فيه تعويدٌ للمُسلم على الصبر والتّحمُّل والانتصار على النفس وشهواتها.[٣] وكلمة رمضان مأخوذةٌ من الرَّمض أو الرَّمضاء؛ وهو شدّة الحر، وسُمّي شهرُ رمضان بهذا الاسم؛ لأنهُ يرمض الذُنوب؛ أي يحرقها،[٤][١] وقيل: لأن العرب عندما جاءت تُسمّي الشُهور، صادف تسميتهُ في شدّة الحر والرمضاء،[٥][٦] وقيل: إن اسمع مأخوذٌ من الرّمض، وهو شدة العطش؛ لأن الإبل يشتدُّ عطشها في هذا الشهر.[٧] ويُسنُّ للمُسلم عند رؤيته لِهلال شهر رمضان أن يسأل ربّه أن يُبارك له في الشهر الكريم، وأن يمُنَّ عليه بالإيمان واليُمن والسّلامة من الشُرور، فيقول: "اللّهم أهلّه علينا باليُمن والإيمان، والسلامة والإسلام، ربي وربك الله"،[٨][٩] كما يُسنُّ هذا الدُعاء لِكُلّ من رأى الهِلال في أوّلِ كُلِ شهر.[١٠] فضل شهر رمضان توجد الكثير من الفضائل الخاصة بِشهر رمضان، ومنها ما يأتي:[١١][١٢] العتق من النار في كُلّ ليلةٍ من لياليه، وتُفتح فيه أبواب الجنة، وتُغلقُ فيه أبواب النار، وتُصفّدُ فيه الشياطين، لقول النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: (إذا جاءَ رَمَضانُ فُتِّحَتْ أبْوابُ الجَنَّةِ، وغُلِّقَتْ أبْوابُ النَّارِ، وصُفِّدَتِ الشَّياطِينُ)،[١٣] وقد سُمّي بشهر الصبر، والصابرُ يوفى أجره يوم القيامة بغير حساب.[١٤] تكفير الخطايا من رمضان إلى رمضان الذي يليه إذا اجتنب المسلم الكبائر، وذلك لِقول النبيّ محمد -عليه الصلاةُ والسلام-: (الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إلى الجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إلى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ ما بيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الكَبَائِرَ).[١٥] أنزل الله -تعالى- فيه الكُتب السماويّة، ومنها القُرآن الكريم، لِقولهِ -تعالى-: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ)،[١٦] كما أن الله -تعالى- خصّهُ بِركنٍ من أركان الإسلام؛ وهو صوم رمضان، والسّحور فيه سنّةٌ من سُنن النبيّ محمد -عليه الصلاةُ والسلام-. شهر رمضان شهر الجود ومُدارسة القُرآن الكريم، وفيه تتضاعفُ الأُجور، فالعُمرةُ فيه تعدلُ أجر الحج، لِقول النبيّ محمد -عليه الصلاةُ والسلام-: (فَعُمْرَةٌ في رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّةً، أَوْ حَجَّةً مَعِي).[١٧] وقد كان النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- يُكثر فيه من الجود والتصدّق، فثبت عنه أنّه: (كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدَ النَّاسِ، وكانَ أجْوَدُ ما يَكونُ في رَمَضانَ حِينَ يَلْقاهُ جِبْرِيلُ، وكانَ يَلْقاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِن رَمَضانَ فيُدارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدُ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ)،[١٨] وهو شهر العتق من النار.[١٩] صيامهُ سببٌ من أسباب دُخول الجنة، لِقول النبيّ محمد -عليه الصلاةُ والسلام-: (أنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: أرَأَيْتَ إذا صَلَّيْتُ الصَّلَواتِ المَكْتُوباتِ، وصُمْتُ رَمَضانَ، وأَحْلَلْتُ الحَلالَ، وحَرَّمْتُ الحَرامَ، ولَمْ أزِدْ علَى ذلكَ شيئًا، أأَدْخُلُ الجَنَّةَ؟ قالَ: نَعَمْ).[٢٠] مزايا شهر رمضان وخصائصه يتميّز شهرُ رمضان عن غيره من الشُهور بالعديد من المزايا والخصائص، وفيما يأتي بيان عدد منها:[٢١] نُزول القُرآن فيه، بالإضافةِ إلى تخصيصهِ بليلة القدر والتي تُعدّ خيراً من ألف شهر، لِقولهِ -تعالى-: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ).[٢٢] تقرُّب العباد فيه إلى الله -تعالى-، فهو شهر العِبادة، وإجابة الدُعاء، وشهرُ الإحسان. الإحسان فيه والنفقة، كما أنه شهرُ التقوى والصيام، وشهرُ الصبر وتلاوة القُرآن الكريم.[٢٣] رمضان شهرُ الاعتِكاف ولُزوم المسجد؛ طاعة لله -تعالى-، وهو شهر يتفرّغ المسلمين فيه لِعبادة الله -تعالى-، كما أن الإفطار فيه بغير عذر ليس كإفطار غيره من أنواع الصيام.[٢٤] رمضان والقرآن تعامل النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- مُعاملةً خاصةً مع القُرآن في شهر رمضان، مما جعلهُ يؤثّرُ على زيادتهِ في طاعته وعبادته،[٢٥] بالإضافةِ إلى أن أجر تلاوته وقراءته تتضاعفُ في شهر رمضان،[٢٦] وهو من الأوقات الفاضلة التي يُستحبُ فيها قراءة القُرآن والإكثار من تلاوته،[٢٧][٢٨] وتتأكد هذه الأهمية في العشر الأواخر منه؛ لأنّ فيها ليلة القدر،[٢٩] ومن فضائل قراءة القُرآن؛ أن قارئه يحظى بِمُرافقة الملائكة له، لِقول النبيّ محمد -عليه الصلاةُ والسلام-: (الْماهِرُ بالقُرْآنِ مع السَّفَرَةِ الكِرامِ البَرَرَةِ، والذي يَقْرَأُ القُرْآنَ ويَتَتَعْتَعُ فِيهِ، وهو عليه شاقٌّ، له أجْرانِ)،[٣٠][٣١] ويُستحبُّ للمُسلم أن يختم القُرآن في رمضان، لِفعل النبيّ محمد -عليه الصلاةُ والسلام- مع جبريل -عليه السلام- ذلك في كُلّ رمضان، وفي العام الذي تُوفّي فيه النبيّ ختمه مع جبريل مرّتين.[٣٢] فضل قيام رمضان إنّ لقيام شهر رمضان العديد من الفضائل، ومنها: قيامهُ سببٌ لِمغفرة الذُنوب، وصلاة التراويح فيه والانصراف مع الإمام تعدلُ قيام اللّيل كلّه، وذلك لِقول النبيّ محمد -عليه الصلاةُ والسلام-: (إنَّ الرَّجلَ إذا صلَّى معَ الإمامِ حتَّى ينصرفَ حسبَ لَه قيامُ ليلةٍ).[٣٣][٣٤] قيامهُ تصديقاً لله -تعالى- ولرسوله، واحتساباً للأجر والثّواب؛ سببٌ لمغفرة ما تقدّم من الذُنوب، لِقول النبيّ محمد-عليه الصلاةُ والسلام-: (مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ)،[٣٥] كما أن في قيامه اقتداءً واتّباعاً للنبيّ محمد -عليه الصلاةُ والسلام-.[٣٦][٣٧] رمضان والصدقة إنّ للصدقة في رمضان ميزةً عن غيره من الشهور، ومن فضائلها ما يأتي:[٣٨][٣٩] الاقتداء بالنبيّ محمد -عليه الصلاةُ والسلام-، فقد كان أجود ما يكون في رمضان، لِما في ذلك من مُضاعفة الأجر، ولذلك يُستحبُّ الإكثار منها، ويصف ابن عباس -رضي الله عنه- جود الرسول في رمضان فيقول: (فَلَرَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدُ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ).[١٨][٤٠][٤١] سببٌ للبُعدِ عن النار، وسببٌ لِدُخول الجنة.[٤٢] الصدقة من الأسباب الموجبة لِمحبة الله -تعالى-، لِقولهِ -تعالى-: (وَأَحْسِنُوا ۛإِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).[٤٣][٤٤]