معلومات عامة عن رمضان

معلومات عامة عن رمضان

 


التّعريف بشهر رمضان يُعدُّ شهرُ رمضان الشهر التاسع في ترتيب الأشهُر الهجريّة القمريّة، ولِقُدسيّة هذا الشهر ومكانتهِ عند المُسلمين فقد تعدّدت أسماؤهُ عندهم؛ فهو شهر الصّيام، وشهر الصبر، وشهر العتق من النار، وشهر القيام، وشهر الدُعاء، وشهر الخير، وشهر الإحسان، وشهر المغفرة والرحمة،[١] كما يُسمّى أيضاً بسيّد الشُهور،[٢] وسُمّي رمضان بشهر الصبر؛ لأنّ فيه تعويدٌ للمُسلم على الصبر والتّحمُّل والانتصار على النفس وشهواتها.[٣] وكلمة رمضان مأخوذةٌ من الرَّمض أو الرَّمضاء؛ وهو شدّة الحر، وسُمّي شهرُ رمضان بهذا الاسم؛ لأنهُ يرمض الذُنوب؛ أي يحرقها،[٤][١] وقيل: لأن العرب عندما جاءت تُسمّي الشُهور، صادف تسميتهُ في شدّة الحر والرمضاء،[٥][٦] وقيل: إن اسمع مأخوذٌ من الرّمض، وهو شدة العطش؛ لأن الإبل يشتدُّ عطشها في هذا الشهر.[٧] ويُسنُّ للمُسلم عند رؤيته لِهلال شهر رمضان أن يسأل ربّه أن يُبارك له في الشهر الكريم، وأن يمُنَّ عليه بالإيمان واليُمن والسّلامة من الشُرور، فيقول: "اللّهم أهلّه علينا باليُمن والإيمان، والسلامة والإسلام، ربي وربك الله"،[٨][٩] كما يُسنُّ هذا الدُعاء لِكُلّ من رأى الهِلال في أوّلِ كُلِ شهر.[١٠] فضل شهر رمضان توجد الكثير من الفضائل الخاصة بِشهر رمضان، ومنها ما يأتي:[١١][١٢] العتق من النار في كُلّ ليلةٍ من لياليه، وتُفتح فيه أبواب الجنة، وتُغلقُ فيه أبواب النار، وتُصفّدُ فيه الشياطين، لقول النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: (إذا جاءَ رَمَضانُ فُتِّحَتْ أبْوابُ الجَنَّةِ، وغُلِّقَتْ أبْوابُ النَّارِ، وصُفِّدَتِ الشَّياطِينُ)،[١٣] وقد سُمّي بشهر الصبر، والصابرُ يوفى أجره يوم القيامة بغير حساب.[١٤] تكفير الخطايا من رمضان إلى رمضان الذي يليه إذا اجتنب المسلم الكبائر، وذلك لِقول النبيّ محمد -عليه الصلاةُ والسلام-: (الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إلى الجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إلى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ ما بيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الكَبَائِرَ).[١٥] أنزل الله -تعالى- فيه الكُتب السماويّة، ومنها القُرآن الكريم، لِقولهِ -تعالى-: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ)،[١٦] كما أن الله -تعالى- خصّهُ بِركنٍ من أركان الإسلام؛ وهو صوم رمضان، والسّحور فيه سنّةٌ من سُنن النبيّ محمد -عليه الصلاةُ والسلام-. شهر رمضان شهر الجود ومُدارسة القُرآن الكريم، وفيه تتضاعفُ الأُجور، فالعُمرةُ فيه تعدلُ أجر الحج، لِقول النبيّ محمد -عليه الصلاةُ والسلام-: (فَعُمْرَةٌ في رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّةً، أَوْ حَجَّةً مَعِي).[١٧] وقد كان النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- يُكثر فيه من الجود والتصدّق، فثبت عنه أنّه: (كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدَ النَّاسِ، وكانَ أجْوَدُ ما يَكونُ في رَمَضانَ حِينَ يَلْقاهُ جِبْرِيلُ، وكانَ يَلْقاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِن رَمَضانَ فيُدارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدُ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ)،[١٨] وهو شهر العتق من النار.[١٩] صيامهُ سببٌ من أسباب دُخول الجنة، لِقول النبيّ محمد -عليه الصلاةُ والسلام-: (أنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: أرَأَيْتَ إذا صَلَّيْتُ الصَّلَواتِ المَكْتُوباتِ، وصُمْتُ رَمَضانَ، وأَحْلَلْتُ الحَلالَ، وحَرَّمْتُ الحَرامَ، ولَمْ أزِدْ علَى ذلكَ شيئًا، أأَدْخُلُ الجَنَّةَ؟ قالَ: نَعَمْ).[٢٠] مزايا شهر رمضان وخصائصه يتميّز شهرُ رمضان عن غيره من الشُهور بالعديد من المزايا والخصائص، وفيما يأتي بيان عدد منها:[٢١] نُزول القُرآن فيه، بالإضافةِ إلى تخصيصهِ بليلة القدر والتي تُعدّ خيراً من ألف شهر، لِقولهِ -تعالى-: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ).[٢٢] تقرُّب العباد فيه إلى الله -تعالى-، فهو شهر العِبادة، وإجابة الدُعاء، وشهرُ الإحسان. الإحسان فيه والنفقة، كما أنه شهرُ التقوى والصيام، وشهرُ الصبر وتلاوة القُرآن الكريم.[٢٣] رمضان شهرُ الاعتِكاف ولُزوم المسجد؛ طاعة لله -تعالى-، وهو شهر يتفرّغ المسلمين فيه لِعبادة الله -تعالى-، كما أن الإفطار فيه بغير عذر ليس كإفطار غيره من أنواع الصيام.[٢٤] رمضان والقرآن تعامل النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- مُعاملةً خاصةً مع القُرآن في شهر رمضان، مما جعلهُ يؤثّرُ على زيادتهِ في طاعته وعبادته،[٢٥] بالإضافةِ إلى أن أجر تلاوته وقراءته تتضاعفُ في شهر رمضان،[٢٦] وهو من الأوقات الفاضلة التي يُستحبُ فيها قراءة القُرآن والإكثار من تلاوته،[٢٧][٢٨] وتتأكد هذه الأهمية في العشر الأواخر منه؛ لأنّ فيها ليلة القدر،[٢٩] ومن فضائل قراءة القُرآن؛ أن قارئه يحظى بِمُرافقة الملائكة له، لِقول النبيّ محمد -عليه الصلاةُ والسلام-: (الْماهِرُ بالقُرْآنِ مع السَّفَرَةِ الكِرامِ البَرَرَةِ، والذي يَقْرَأُ القُرْآنَ ويَتَتَعْتَعُ فِيهِ، وهو عليه شاقٌّ، له أجْرانِ)،[٣٠][٣١] ويُستحبُّ للمُسلم أن يختم القُرآن في رمضان، لِفعل النبيّ محمد -عليه الصلاةُ والسلام- مع جبريل -عليه السلام- ذلك في كُلّ رمضان، وفي العام الذي تُوفّي فيه النبيّ ختمه مع جبريل مرّتين.[٣٢] فضل قيام رمضان إنّ لقيام شهر رمضان العديد من الفضائل، ومنها: قيامهُ سببٌ لِمغفرة الذُنوب، وصلاة التراويح فيه والانصراف مع الإمام تعدلُ قيام اللّيل كلّه، وذلك لِقول النبيّ محمد -عليه الصلاةُ والسلام-: (إنَّ الرَّجلَ إذا صلَّى معَ الإمامِ حتَّى ينصرفَ حسبَ لَه قيامُ ليلةٍ).[٣٣][٣٤] قيامهُ تصديقاً لله -تعالى- ولرسوله، واحتساباً للأجر والثّواب؛ سببٌ لمغفرة ما تقدّم من الذُنوب، لِقول النبيّ محمد-عليه الصلاةُ والسلام-: (مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ)،[٣٥] كما أن في قيامه اقتداءً واتّباعاً للنبيّ محمد -عليه الصلاةُ والسلام-.[٣٦][٣٧] رمضان والصدقة إنّ للصدقة في رمضان ميزةً عن غيره من الشهور، ومن فضائلها ما يأتي:[٣٨][٣٩] الاقتداء بالنبيّ محمد -عليه الصلاةُ والسلام-، فقد كان أجود ما يكون في رمضان، لِما في ذلك من مُضاعفة الأجر، ولذلك يُستحبُّ الإكثار منها، ويصف ابن عباس -رضي الله عنه- جود الرسول في رمضان فيقول: (فَلَرَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدُ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ).[١٨][٤٠][٤١] سببٌ للبُعدِ عن النار، وسببٌ لِدُخول الجنة.[٤٢] الصدقة من الأسباب الموجبة لِمحبة الله -تعالى-، لِقولهِ -تعالى-: (وَأَحْسِنُوا ۛإِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).[٤٣][٤٤]

 
إغلاق التعليقات